سوزان نجم الدين: الأزمة المالية أخرت برنامجي الجديد
الفنانة السورية قالت إن السوريين قدموا هدية قيمة للدراما التركية
سوزان نجم الدين («الشرق الإوسط»)
بعد تجربتها التلفزيونية الأولى مع الدراما المصرية في مسلسل «نقطة نظام» وبعد تجربتها الإنتاجية الأولى قبل سنتين من خلال شركتها «سنا» حيث قدمت المسلسل الاجتماعي المعاصر «الهاربة» والذي أدت دور البطولة فيه، تخوض حالياً الممثلة السورية «سوزان نجم الدين» تجربتها الإخراجية الأولى من خلال العرض المسرحي: «في بيتنا ثعلب» الذي يعرض حالياً على أحد مسارح العاصمة السورية دمشق وسينتقل بعدها للمحافظات السورية ولعدد من العواصم والمدن العربية ليعرض على مسارحها على مدى العام الحالي حيث سيعود ريعه لأطفال غزة، والعرض يتناول بشكل رمزي العلاقة بين الآباء والأبناء وعلاقة الوطن مع العالم.
وسوزان نجم الدين الممثلة متعددة المواهب عرفتها الدراما السورية منذ أكثر من 15 سنة، قادمة من الهندسة المعمارية التي درستها جامعياً، ولتتفرغ بعد التخرج للفن والدراما، حيث قدمت عشرات الأعمال الدرامية والكوميدية التاريخية والمعاصرة، وتستعد حالياً لبطولة عدد من الأعمال التلفزيونية الجديدة للموسم القادم، كما تستعد لإطلاق برنامجها المنوع من خلال قناة دبي الفضائية «جار المشاهير مع سوزان نجم الدين» والذي أخّر إطلاق أعمال تصويره الأزمة المالية التي تعيشها دول العالم حالياً، وحول الجديد لديها تحدثت سوزان نجم الدين لـ«الشرق الأوسط» قائلة: آخر الأعمال التي سأصورها في الموسم الدرامي الحالي مسلسل مصري يحمل عنوان: «ملف خاص جداً» وهو من بطولتي وأجسد فيه شخصية الدكتورة فاتن وتعمل عالمة ذرة متخرجة في روسيا وستكون أحداث العمل ما بين مصر وسورية وتركيا وروسيا وهو عمل وطني ضخم للمخرج مجدي أبو عميرة وإنتاج بروفيشن. وقبل هذا المسلسل سأصور مسلسلا تلفزيونياً مصرياً ثانياً أقرأ دوري فيه، وسينطلق تصويره قريباً. وشخصيتي فيه امرأة شريرة تسعى للانتقام، وهي مختلفة عن شخصيتي التي قدمتها في مسلسلي المصري الأول «نقطة نظام».
وحول الجديد لديها إنتاجياً من خلال شركتها التي أسستها قبل سنتين، قالت سوزان: هناك تحضيرات لإنتاج أفلام تلفزيونية درامية بتقنيات التصوير السينمائي ستكون من إخراجي أيضاً، ومن المحتمل أن نحولها فيما بعد لأفلام سينمائية روائية طويلة، كذلك أنتج حالياً أعمالا وثائقية مهمة ومنها برامج توثيقية عن القلاع السورية. ومعروض عليّ حالياً المشاركة في مسلسل بدوي لم أتخذ بعد القرار بالموافقة عليه أم لا. ومن جديدي أيضاً مسلسل خليجي سوري مشترك يحمل عنوان: «أماني للسيدات» وهو من بطولتي وسينطلق قريباً بعد أن تنتهي بعض الرتوش على النص وسيكون باللهجتين الخليجية والسورية، وشخصيتي فيه امرأة سورية متزوجة في الخليج وتعيش هناك وتحصل معها أحداث عديدة في سياق العمل الدرامي.
وعن برنامج «جار المشاهير مع سوزان نجم الدين» والذي كان من المقرر أن تقدمه سوزان على فضائية دبي وأين وصلت تحضيرات إطلاقه، قالت سوزان: تأخر انطلاق البرنامج والبعض ظن أنه تم إلغاؤه، وأقول لهؤلاء إن البرنامج ما زال قائماً، ولكن الأزمة المالية العالمية الحالية أخرت إطلاق عمليات تصويره رغم أن كل شيء جاهز لإطلاقه، فالديكور صممته أنا شخصياً ووضعت لمساتي المعمارية عليه، وهو عمل منوع ضخم جداً شاركت أيضاً في إعداده، فأنا رئيسة فريق الإعداد فيه وهو فريق كبير، ويتم بناء الاستوديو حالياً من قبل الشركة المنتجة ولكن تجري الأمور بهدوء حتى تنزاح تأثيرات الأزمة المالية لينطلق هذا البرنامج الذي سيكون في 52 حلقة أسبوعية «سيستقبل البرنامج 52 ضيفاً» أي لمدة عام كامل وسيتم في كل حلقة استقبال ممثل عربي نجم، ومن الممكن أيضاً أن نستقبل ممثلين من خارج العالم العربي وفي نهاية كل حلقة سيمنح الممثل شقة سكنية في دبي في بناء خاص للمشاهير من الممثلين.
وأسأل سوزان عن خوف بعض المتابعين لمسيرتها الدرامية من أن يأخذها الإخراج والإنتاج من عالم التمثيل كما حصل مع بعض زملائها الممثلين، فأجابت سوزان مؤكدة أن هذا الأمر مستحيل أن يحصل، فالتمثيل يجري في عروقها وهو الرقم واحد لديها ولن يعلى عليه شيء، وتضيف سوزان «قد أقوم بتجارب إخراجية أو إنتاجية أو تقديم برامج وغيرها ولكن يبقى التمثيل هو الأساس عندي وهو جزء من روحي ويسكن كل مفردات كياني وعقلي». وحول دراما البيئة الشامية ومشاركتها فيها قالت سوزان: الأعمال الشامية التي تابعتها وجدت أنها لا تحترم المرأة مطلقاً وظلمت المرأة الشامية، فهي ليست كما قدمتها هذه الأعمال ولذلك عندما سأشارك في هذه الأعمال سيكون شرطي الوحيد احترام المرأة وأن تكون كرامتها محفوظة في سياق الأحدث الدرامية. والمرأة عبر التاريخ الشامي لم تكن هكذا مطلقاً، بل كانت مناضلة ومثقفة وذات حضور اجتماعي جيد. وحتى أنا كممثلة لا تتناسب نفسيتي مع أحداث تحصل في العمل مثل: (حبلت ولم تحبل وطلقت وعادت إلى زوجها!...) هذه أمور لا يستهويني أداؤها مطلقاً وحالياً معروض عليّ دور جميل في مسلسل من البيئة الشامية يحمل عنوان: «هديل بين الحرائق» وهو من بطولتي وسأجسد فيه شخصية فتاة شامية اسمها هديل ظلمتها الحياة والمجتمع كثيراً وتستطيع أن تتحرر من هذا الظلم وتسعى للانتقام ممن ظلموها ولكن في النهاية يغلب الطابع الإنساني التسامحي عليها، والعمل سينطلق قريباً وسيكون من إنتاج شركتي «سنا». وعن تجربتها الإخراجية الأولى مسرحياً من خلال عرض «في بيتنا ثعلب» قالت سوزان: المسرحية حالياً تهمني كثيراً لعدة أسباب؛ لأنها لاقت إقبالاً كبيراً وحققت نجاحاً واضحاً منذ إطلاقها قبل أيام قليلة وسمعت ثناءً من العديد من النقاد والمتابعين والمثقفين الذين حضروا العرض الأول لها وهذا شجعني كثيراً وأعتز به خاصة أن العرض هو التجربة الإخراجية الأولى لي، وثانياً لأن العرض المسرحي مشروع إنساني وطني فتكلفتها بملايين الليرات وهي إنتاج شركتي الخاصة أيضاً، وسيذهب ريعها لأطفال غزة ولذلك تهمني المسرحية المشروع الذي سيتنقل بين المدن السورية وسيكون دعماً لأهالي غزة. وسيكون لديّ أعمال أخرى من إنتاجي أيضاً في المستقبل القريب سيعود ريعها للأعمال الخيرية وللجمعيات التي تنشط في مجال العمل الخيري الإنساني، وهذه برأيي أمور جديدة في الساحة الدرامية أتمنى أن تتكرر باستمرار، وأن تحصل منافسة في هذا المجال لتقديم ريوع الأعمال الفنية للأعمال الخيرية وهذا شيء مهم جداً.
وأسأل سوزان، مع تعدد مواهبها الفنية الإبداعية، إن كان الجمهور سيشاهدها مخرجة لمسلسلات تلفزيونية وليس فقط لمسرحيات وأفلام، فقالت: ممكن جداً أن يتابعني الجمهور مخرجة تلفزيونية ولكن حسب الظروف ولا أحب أن أقرر هذه الأمور عشوائياً، بل بعد دراسة متأنية، والفكرة موجودة برأسي منذ سنوات ولكن لا أعتقد أنني سأخرج مسلسلاً تلفزيونياً لسبب بسيط وهو أنه ليس لديّ صبر وطول بال لإخراج مسلسل طويل بثلاثين حلقة مثلاً، ولكن سيشاهدني الجمهور مخرجة لفيلم تلفزيوني مدته مثلاً ساعة أو ساعتين.
وعن رأيها بالدراما التركية ودبلجتها عربياً من قبل ممثلين سوريين وإمكانية مشاركتها فيها عبر الصوت قالت سوزان: أنا لست مع مشاركة الممثلين السوريين بأصواتهم في دبلجة الدراما التركية لأسباب عديدة، من أهمها أنهم أعطوا للممثلين الأتراك الشهرة على حسابهم وحساب رصيدهم العربي كممثلين سوريين وأنا عُرض عليّ المشاركة في تمثيل فيلم تركي وليس في الدبلجة. والفيلم سيكون تجربة جديدة تتضمن أداء دوري فيه باللغة العربية واللهجة السورية ويقوم الممثل التركي بأداء دوره باللغة التركية ومن ثم تتم دبلجة العمل إلى اللغتين العربية لصوت الممثل التركي وللغة التركية لصوتي وكلماتي أنا في الفيلم، أي يدبلج للغتين العربية والتركية، وهي سابقة لم تحصل من قبل، ولكن لم تعجبني قصة الفيلم فاعتذرت عن عدم المشاركة فيه، ويبقى قراري نهائياً في موضوع الدبلجة، فأنا لن أشارك بصوتي مطلقاً في دبلجة الدراما التركية وأرفض أن أضع صوتي على أي مسلسل تركي لأنه من المفروض أن نروّج لأعمالنا التلفزيونية وليس لأعمال غيرنا