استدعى الوزير الأول أحمد أويحيى غالبية وزراء الحكومة، للاجتماع أمس في مجلس وزاري مشترك، تناول بالمناقشة ملف العلاقات الجزائرية الليبية لأول مرة منذ اندلاع أحداث ليبيا التي أضحت تشوش على الوضع الأمني في الحدود الشرقية للبلاد.
* وأفادت مصادر مؤكدة للشروق أن أغلبية القطاعات الوزارية كانت معنية أمس بمجلس وزاري مشترك طرح فيه ملف العلاقات الجزائرية الليبية وآفاقها المستقبلية، إذ حضر وزراء قطاعات الدفاع والداخلية والعدل وممثل عن وزارة الشؤون الخارجية نيابة عن وزير القطاع مراد مدلسي المتواجد بواشنطن، كما لم يتخلف عن المجلس الوزاري المشترك، حتى وزراء القطاعات التقنية، وذلك بالنظر للأهمية التي يحملها ملف العلاقات الجزائرية الليبية في الوقت الراهن.
* طرح الحكومة لملف العلاقات الجزائرية الليبية، أملته العديد من المعطيات والمؤشرات الداخلية والخارجية، فعلى الصعيد الخارجي تشهد الأحداث في ليبيا تسارعا كبيرا، ضمن حالات الشد والجدب والكر والفر بين قوات القذافي والثوار، عجزت قوات الحلف الأطلسي على الحسم فيها، وغير بعيد عن هذا الوضع الذي لم يخمده خروج القذافي لإطلاق الدعوة للحوار، نجد تطاول المجلس الانتقالي الليبي على الجزائر، واتهامها يتواصل تارة بزعمهم إيفاد مرتزقة، وتارة أخرى بإرسال سيارات لدعم قوات القذافي، وكأن هذه الأخيرة بحاجة إلى دعم الجزائر وهي التي كانت تصرف ميزانيات ضخمة في مجال التسلح.
* كما يأتي تناول الحكومة لملف العلاقات الجزائرية الليبية، ليتزامن مع تنامي مخاوف داخلية لدى الجزائر من تأثير الأحداث في ليبيا على الوضع الأمني في الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد التي أصبحت عارية من الجهة الليبية على مدى قرابة 1000 كيلومتر، بسبب انسحاب القوات النظامية الليبية في اتجاه الشمال، وقالت مصادرنا إن الوزير الأول أحمد أويحيى استمع لعروض وزراء القطاعات الحساسة قطاع بقطاع يتقدمهم الوزير المنتدب المكلف بالدفاع الوطني عبد المالك ڤنايزية، وممثل مراد مدلسي في الاجتماع، كما تم التطرق لتقييم هذه العلاقات من الناحية الإيجابية والسلبية، والمخاطر التي تحدق بالجزائر .
* كما يتزامن تناول ملف العلاقات مع ليبيا لأول مرة على مستوى الجهاز التنفيذي بعد أن تم تناوله في اجتماعات أمنية وعسكرية، مع الزيارة التي تقود وزير الشؤون الخارجية إلى واشنطن، والتي وصفت بزيارة وضع النقاط على الحروف، إذ كان الوضع في ليبيا أهم محور من محاور جدول أعمال المحادثات بين مستشار الرئيس أوباما، برينان، حيث حرص مدلسي على إطلاع المسؤول الأمريكي على "خارطة الطريق" التي اقترحها الاتحاد الإفريقي قصد إيجاد مخرج سلمي للنزاع من خلال الوقف الفوري لكل هذه المواجهات ونقل المساعدة الإنسانية وفتح الحوار بين النظام والمتمردين.
* كما شكل الملف الليبي محور محادثات وزير الخارجية مع مساعد كاتبة الدولة للشؤون الخارجية من أجل الشؤون السياسية، ويليام بارنز، حيث نقل مدلسي مخاوف الجزائر من انعكاسات الأزمة الليبية على المنطقة، خاصة على منطقة الساحل، وحركة تنقل الأسلحة والأموال والأفكار الإيديولوجية، مخاوف الجزائر من الوضع في ليبيا أصبحت مؤكدة ومعلنة باستدعاء أويحي لاجتماع وزاري طارئ للنظر في ملفات العلاقات الجزائرية الليبية