nesrine نائب المديرة
الابراج : عدد المساهمات : 219 نقاط : 641 تاريخ التسجيل : 04/04/2011 العمر : 37 الموقع : https://nancy.mam9.com
| موضوع: الدعاء في الإسلام الإثنين مايو 02, 2011 10:13 pm | |
| الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الطاهر الأمين.
الدعاء في الإسلام
الحمد لله الواحدِ القهار، العزيزِ الغفار، مقدِّرِ الأقدار، مصرِّفِ الامور، مكوِّرِ الليل على النهار القائل في كتابه العزيز {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}البقرة.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الدعاء مُخُّ العبادة ". أي أن منزلة الدعاءِ عالية في العبادة.
ودعاء المؤمن الله فيه إقرار بربوبيةِ الله وبقدرتهِ العظيمة واعترافٌ بأنعم الله الكثيرة التي منّ الله بها علينا {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا}.
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سألت ربي أربعا فأعطاني ثلاثا ومنعني واحدة، سألته أن لا يجمع أمتي على ضلالة فأعطانيها، وسألته أن لا يهلكهم بالسنين كما أهلك الأمم قبلهم فأعطانيها، وسألته أن لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها، وسألته أن لا يلبسهم شيعا ولا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها ".
وفي روايةٍ لمسلم في صحيحه " وقال يا محمد إني إذا قضيتُ قضاءً فإنه لا يرد ".
والمعنى أنّ الرسول سأل ربه أربعةَ أشياء فاستجاب له في ثلاثة منها ولم يستجب له في الرابعة.
والثلاثة التي أعطاه الله إياها هي :
1- أن لا يُكفِّر أمته جملة.
أي أنّ أمته لا يكفرون كلهم ولا جمهورهم، وإن كفر بعضهم الذين هم الأقل، فأعطاه ذلك.
2- وأن لا يهلك أمته بما أهلك به الأمم السابقة كأمة نوح وأمة هود وأمة صالح.
أي لا يسلط عليهم عذابايستأصلهم جملة بالغرق مثلا أو المجاعة ولا بغير ذلك، فأعطاه ذلك.
3- وأن لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم.
أي أن لا يسلط على أمته عدوا كافرا يستأصلهم كلهم، فأعطاه ذلك. فلا يستطيع الكفار ولو اجتمعوا من بين مشارق الأرض ومغاربها على أن يبيدوا أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويفنوهم من على وجه الأرض لأنّ الله تبارك وتعالى لا يُمكنهم من ذلك.
4- والشيء الرابع الذي طلبه سيدنا محمد من الله فلم يعطه إياه هو أن يجعل أمته لا يقاتل بعضهم بعضا.
وفي رواية مسلم " وقال يا محمد إني إذا قضيتُ قضاءً فإنه لا يُرد " ومعناه لا أعطيك هذا الطلب الأخير لأني شئت في الأزل أن يصير في أمتك قتال بين بعضهم البعض فلا بد أن يصير ذلك.
فلو كان الله سبحانه وتعالى يغيّر مشيئته لأحد من خلقه كان غيّر مشيئته لسيدنا محمد الذي هو أفضل المخلوقات.
لكنّ مشيئة الله سبحانه وتعالى لا تتغير ولا تتبدل.
إنّ مشيئة الله لا تتغير أما مشيئة العباد فهي مخلوقة متغيرة.
فلو أنّ إنسانا مريضا دعا الله أن يشفيه من مرضه فليس معنى ذلك أنّ الله شاء أن يمرض هذا الإنسان ثم تبدلت مشيئة الله ورُدّ قضاؤه بدعائه.
بل معناه أن الله شاء في الأزل أن يمرض هذا الإنسان فيدعو اللهَ طالبا للشفاء فيتعافى على حسب ما سبق في مشيئة الله الأزلية.
فتبين أن اللهَ يُغير أحوالَ العبادِ من مرضٍ إلى صحةٍ ومن فسادٍ إلى صلاحٍ ومن فقرٍ إلى غنى ومن غنى إلى فقرٍ على حسب المشيئة الربانية الأزلية.
وهذا هو معنى قوله تعالى {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} فالتغير يطرأ على أحوال المخلوقات لا على مشيئةِ الله وعلمِه.
إذن إذا دعا الداعي ربه أن يشفيه فاستجاب له فيصح أن يقال أن دعاءه وافق مشيئة الله. وإذا لم يستجب له فيصح أن يقال أنّ الله لم يشأ له الشفاء، والداعي له ثواب الدعاء.
تنبيه: جرت العادة في بعض البلدان أن يجتمع الناس فيقرأوا هذه الكلمات، يقولون : اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا أو محروما أو مقترا عليّ في الرزق فامح اللهم شقاوتي وحرماني وطردي واقتار رزقي... الخ.
وهذا لا يصح عن سيدنا عمر رضي الله عنه ولا عن أي واحد من الصحابة والسلف.
ومعناه مخالف للعقيدة الصحيحة وهي أنّ الشقي شقي في بطن أمه فلا يتبدل سعيدا لأنه صح في aالشريف بذلك.
واعتقاد تبدلِ صفةٍ من صفاتِ الله تعالى كفرٌ كما قال الإمام أبو حنيفة وغيره من العلماء الأفاضل.
أخي المسلم، إنّ الدعاء نافع ولا شك.
ومنزلة الدعاء عالية في العبادة.
فأكثرْ من الدعاء ما استطعتَ وتذكر أنك ضعيف تحتاج إلى القادرِ على كل شىء، وأنك لا تستغني عن اللهِ طرفة عين.
وكنْ على تقوى الله فإنّ خير الزاد إلى الآخرة التقوى.
| |
|