سواء لتقليد الكبار والشعور بشخصيتهم المستقلة، أو للجلوس لساعات طويلة ليلا للمذاكرة أولأغراض ترفيهية (كتصفح الإنترنت أو مشاهدة الأفلام أو الانهماك في ألعاب الكمبيوتر)، يقبل المراهقون عموما بشكل كبير على تناول المشروبات المنبهة المليئة بالكافيين مثل القهوة والكابتشينو والنسكافيه وغيرها، وذلك وفقا لإحصائيات علمية أجراها المتخصصون. وإذا كان المراهق متعدد النشاطات، فإنه يتناول المزيد من الكافيين على مدار اليوم.
في دراسة حديثة أجراها الباحثون على 100 من طلبة وطالبات المدراس الإعدادية والثانوية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12-18 سنة، طلب القائمون على الدراسة من الطلبة الإجابة على بضعة أسئلة للتعرف على مقدار جرعة الكافيين التي يحصلون عليها ليلا من خلال المشروبات، ومدى إقبالهم على تصفح الإنترنت وممارسة ألعاب الكمبيوتر وغيرها، وعدد ساعات النوم التي يحصلون عليها ليلا خاصة خلال الإجازة الصيفية.
وجد أن هناك إقبالا كبيرا من جانب المشاركين على استخدام الأجهزة التكنولوجية الحديثة، فـ 66% من الطلبة والطالبات لديهم جهاز تليفزيون في حجرات نومهم، و30% لديهم كمبيوتر في الغرفة و90% يستخدمون الهاتف المحمول ليلا، و79% يستمعون للموسيقى قبل النوم على أجهزة الـ MP3.
ومن بين 100 عينة من الطلبة ذكر 20 منهم فقط أنهم يحصلون على 8 ساعات من النوم ليلا خلال العام الدراسي، وهي الفترة الصحية الموصى بها، بينما الـ 80 الآخرين ينامون حوالي 6 ساعات أو أقل خلال العام الدراسي، وينخفض المعدل لأقل من ذلك بكثير في الإجازات الصيفية. ومن الطريف أن أكثرمن 30% من الطلبة والطالبات المشاركين في الدراسة قد أكدوا أنهم لا يستطيعون إبقاء أجفانهم مفتوحة أثناء اليوم الدراسي ويستسلمون للنوم داخل فصولهم، وقد وجد أن هذه الفئة الأخيرة يزيد استهلاكها للمشروبات المنبهة المليئة بالكافيين بنسبة 76% مقارنة بأقرانهم.
والوضع هو أن معظم المراهقين يسهرون ليلا لساعات متأخرة لانشغالهم بأنشطة ترفيهية مختلفة عبر وسائل وفرتها لهم التكنولوجيا الحديثة ويتناولون الكثير من المشروبات المنبهة في هذه الأثناء، ومن بينها مشروبات للطاقة مليئة بالكافيين ويروج لها في وسائل الإعلام بكثافة.
وبالطبع فإن أسلوب الحياة هذا الذي يمارسه معظم المراهقين ينعكس سلبا على الصحة والنمو الطبيعي، ويجعل المراهق متوترا وعصبيا في أغلب الحيان، كما أن النوم خلال اليوم الدراسي سيجعل أداء الطالب أو الطالبة ...