عندما يبدأ الأطفال في تكوين أولى كلماتهم وجُملهم أثناء القراءة، يكونون بحاجة إلى المساندة والدعم من الوالدين. وأكدت كارولين كاميرون من المجلس الثقافي البريطاني بدبي، على هذا المعنى بقولها :”من المهم أن يساعد الآباء أطفالهم، حينما يشرعون في تكوين جُملهم الأولى وخلق سياق بين الكلمات والحكاية التي يتم سردها لهم”.
ومن المهم أيضاً أن يمدح الآباء أطفالهم، حينما يقرأون حرفاً أو كلمة أو جملة بشكل صحيح. ويُشار إلى أن المجلس الثقافي البريطاني قد أطلق مؤخراً بالاشتراك مع بنك HSBC برنامج «Kids Read!!» في الشرق الأوسط والذي يهدف إلى دعم وتنمية قدرات القراءة لدى الأطفال داخل الفصل الدراسي وخارجه.
وخلال خطوات القراءة الأولى يكون الطفل معتمداً على والديه بشكل كامل، غير أن الدور الذي يلعبه الآباء يتغير شيئاً فشيئاً، عندما يبدأ الطفل في المشاركة في القراءة بعض الشيء. وأوضحت كاميرون مديرة البرنامج ذلك قائلة :”بمجرد أن يكون بمقدور الطفل أن يقرأ الكتاب بصوت عال، سيقتصر دور الآباء على تصحيح الأخطاء والثناء على نجاح الطفل”.
ويمكن للآباء تشجيع أطفالهم على القراءة من خلال اصطحابهم إلى المكتبات العامة ومكتبات بيع الكتب بصفة منتظمة، وتنصح كاميرون :”ينبغي تخصيص جزء من مصروف الجيب أو هدايا عيد الميلاد لقسائم شراء الكتب أو للكتب أو للقصص المصورة (كوميكس)”. ولإيجاد المادة التي تروق للطفل وتشجعه على القراءة، تنصح كاميرون بالبحث مثلاً عما إذا كانت هناك كتب أو قصص تدور حول الشخصيات التليفزيونية المحببة إلى قلب الطفل؛ إذ يجب أن تكون المواضيع شيقة، كي تتكون لدى الطفل رغبة في القراءة. وتلفت كاميرون إلى أن القراءة المشتركة تعتبر في حد ذاتها عاملاً محفزاً للطفل يساعد على تحبيب الكتب إلى قلبه.
وعند اختيار مادة القراءة الصحيحة تنصح كاميرون بأنه من الأفضل أن يبدأ الآباء بالكتب المصورة قليلة الكلمات، مع مراعاة أن يتناسب عدد الكلمات في كل صفحة ونوعيتها مع سن الطفل وقدراته على القراءة دائماً. ومن أمثلة الكتب التي قد تكون مفيدة خلال محاولات القراءة الأولى، تلك التي تحتوي على كلمات عامة كثيرة الاستخدام أو التي تتكرر بها كلمات ذات جرس شبيه. وعند القراءة يكون من المهم أيضاً معرفة أن كل طفل يتطور بشكل مغاير وأن سرعة البدء في القراءة الذاتية تختلف من طفل إلى آخر.
ويستطيع الآباء تحفيز أطفالهم على القراءة بصفة خاصة، عندما يكونوا قدوة يحتذى بها؛ إذ أن الأطفال يتأثرون بآبائهم ويقلدونهم في أكلهم وملابسهم وهواياتهم. وتقول كاميرون :”القراءة لا تُشكل هنا استثناءً. فإذا كان الآباء يهتمون بالكتب والقراءة، فسوف يحذو الأطفال حذوهم”. وأشارت كاميرون إلى أن القراءة المبكرة تسهم في تكوين ثقافة قراءة لدى الطفل تظل مصاحبة له طوال حياته.