يعيش سكان حي “قاسي” أو ما يُعرف بحوش “قصاص” ببلدية
الدرارية، تحت وقع الصدمة بعد اكتشاف جثة الطفلة “سندس قسوم” البالغة من
العمر 6 سنوات مقتولة وفي حالة متقدمة من التعفن داخل خزانة بمنزلها
العائلي الذي تقطنه رفقة عائلتها الكبيرة، وذلك بعد مرور أزيد من 24 ساعة
على اختفائها عن الأنظار، حيث ساد الاعتقاد أن الأمر يتعلق بعملية اختطاف،
خاصة وأن قضية مقتل “الطفلة شيماء” 8 سنوات بمدينة معالمة لم ينقض عليها
أسبوع فقط.
وحسب المعلومات الأولية التي تمكنت “البلاد” من الحصول عليها
من مصادر مقربة من محيط الضحية “سندس”، فإن جثة الطفلة “سندس” عُثر عليها
يوم الخميس في حدود الساعة العاشرة ليلا من طرف عمّ الضحية الذي اكتشف
رائحة كريهة في المنزل الذي هو عبارة عن منزل كبير يعيش فيه عدد من الإخوة
رفقة أفراد عائلاتهم، ثم قام بتبليغ مصالح الدرك التي جنّدت كل أفرادها
للبحث عن الطفلة المفقودة منذ يوم الأربعاء في حدود الساعة الـ 11 والنصف
نهارا.
ومباشرة بعد تنقل عناصر الدرك إلى منزل الضحية تم العثور على
الجثة في حالة متقدمة من العفن، ثم نقلها إلى المستشفى لإخضاعها للطب
الشرعي من أجل تحديد أسباب الوفاة، التي تبيّن فيما بعد أنها قُتلت خنقا،
لتفتح تحقيقا في القضية. وكانت زوجة أحد أعمامها المشتبه فيها الأولى في
عملية القتل، باعتبار أنها سبق لها وأن ارتكبت جريمة قتل مماثلة قبل أربع
سنوات.
«سندس” تختفي مباشرة بعد عودتها من دكان الحيّ ودخولها إلى منزلها
«البلاد” تنقلت إلى حي “قاسي” بمدينة الدرارية، وبالتحديد
إلى منزل الضحية، غير أن أحد أفراد عائلتها عندما سألنا عن هويتنا قطع
أمامنا الطريق ورفض السماح لنا بالاقتراب من المنزل، لنقوم بواجب التعزية،
ونغادر محيط المكان لنبحث عن وجهة أخرى يُمكن أن تفيدنا بمعطيات عن القضية.
التقينا بعدد من الجيران في الحيّ خفية، وأكدوا لنا أنه يوم
الأربعاء كانت الفتاة “سندس” ذات الـ 6 سنوات تدرس بقسم السنة أولى
ابتدائي بمدرسة “بوجمعة تميم 1” تلعب رفقة أقرانها من أبناء الجيران، قبل
أن تتوجه إلى أحد محلات المواد الغذائية لاقتناء بعض الحاجات ثم تعود إلى
منزلها العائلي تاركة أصدقاءها الصغار الذين شاهدوها عندما دخلت المنزل،
ولم يمرّ وقت كبير حتى تعالت الأصوات والصراخ بحثا عن “سندس” التي اختفت
عن الأنظار، وباشر الجيران وأهلها ومصالح الدرك عمليات بحث مكثفة في
المحيط وحتى خارج المحيط، لكن دون جدوى، ومباشرة ساد الاعتقاد أن الأمر
يتعلق بعملية اختطاف مثلما وقع للطفلة “شيماء” قبل أسبوع من ذلك وفي نفس
اليوم، أي يوم الأربعاء.
وحسب رواية الجيران، فإن الاعتقاد الذي بقي سائدا أن “سندس”
تم اختطافها، غير أن الفكرة لم تكن مُستوعبة لدى الكثير منهم، باعتبار أن
أبناء الحيّ كانوا جميعهم مجتمعين في الحيّ ولم يُشاهدُ لا سيارة ولا شخص
غريب عن المنطقة، خاصة وأن الكثير من الأطفال كانوا رفقة “سندس” يلعبون
دون أن يُشاهدوا شيئا.
الجانية قتلت قبل سنتين شقيق “سندس” رضيعا وأوهمت الجميع أنها “مسكونة”
بعد عمليات بحث وتحريات معمقة من طرف عناصر الدرك، توجهت
أصابع الاتهام إلى أحد زوجات عمّها، ليتم اقتيادها إلى فرقة الدرك
بالدرارية من أجل التحقيق، والتي اعترفت بعد ساعات أنها فعلا هي من اقترفت
الجريمة وهي مقتنعة بذلك، ليتم تحويلها أمس الجمعة إلى المصالح الطبية
المختصة لإجراء الفحوصات للتأكد من سلامتها العقلية.
غير أن المثير للاستغراب والجدل والتعجب أننا اكتشفنا من
خلال روايات الجيران أن زوجة عمها سبق وأن قامت بقتل رضيع وهو شقيق “سندس”
سنة 2008 عندما كان عمره لا يتجاوز 25 يوما، حيث قامت بخنقه ثم ألقت به من
النافذة، لتبلّغ بعدها بالجريمة لكنّها صنعت سيناريو مثير، عندما أخبرت
أهل المنزل والمحققين أنها “شاهدت جنّا يدخل للمنزل ويحمل الرضيع ثم يُلقي
به من النافذة”، فتم إحضار راق إلى المنزل على أساس أنها “مسكونة”،
لتدّلهم على مكان وكيفية مقتل “الرضيع”، وبالفعل وجدوه مقتولا وأُلقي به
من النافذة. مع العلم أن هذه الأخيرة في عقدها الثالث أم لأربعة أطفال،
حيث يُواصل المحققون التحقيق مع الجانية لمعرفة أسباب ارتكابها الجريمة
بعد التأكد من مدى سلامتها العقلية بعدما أثبتت الأدلة الجنائية فعلا
ارتكابها للجريمة، غير أنها صرحت خلال التحقيق أنها لم تكن في حالة وعي
لدى ارتكابها هذا الفعل الشنيع الذي تبين أنه يتعلق بتصفية حسابات بينها
وبين والدي الضحية.