أُختي نَعرفُ حُكم الشَّرعْ في أمر زواج الفَتاة وَ أنه أعطى الفَتاة كَامل الحُرية في اختيار شَريكْ حَياتها بِرغبةٍ مِنها وَ الولي له نَظرة وَ مَا يَراهـ بإنه الأفضل لـ بناته فَيختار لهن الأنسب لهن وَ كَثير من الحالات التي تُقابل كَانْ لها الفضل بَعد الله للوالد الذي أَحسن اختيار شَريكْ حَياة ابنته بعد التشاور معها فالوالد من أَكثر الناس حِرصاً على بَناتهن ألا تَعتقدين ذلك؟
وَ البعض يَقع في خَطأ وهُو جَعل الهدف الرئيسي من الزواج المادة وَ السعي وَراءْ المال وَ بعضُ العادات وَ التقاليد التي لا أَساس لها من الصِحة هي ما تَحكم تَصرفات البعض وَ تُقيدهم وَ تَناسوا وَ أَصبح الزواج مَشروعاً تِجارياً قَد يَقبل الربح أو الخَسَّارة...
وَ أَيضاً هُناكَ العائد النَفسي وَ الاجتماعي الذي تتحمله كُل من الزوجة وَ الزوج من جَراءْ هَذا الأمر الذي يَكون كما ذّكرتِ كـ الاستغناءْ وَ غيرهـ فـ الأمر يَحتاجُ إلى مُراجعة النفس وَ مَخافة الله في كُل صَغيرة وَ كبيرة وَ قبل ذّلكَ النية الصادقة من وَراءْ كُل ما يُفعل...
وَ هذا رأي الدين الحَنيف في أمر إجبار الفتاة على الزوراج:
* ما رأيكم في إجبار الفتاة على الزواج من شاب يقبله والدها حيث إن فتيات هذا اليوم لو استأذنتها للزواج من الشاب الذي تقدم لخطبتها تجدها ترفضه، خاصة إذا كان ابن عمها وأنه يوجد لها فتى أحلام تريده، وإذا وقفت وراء حقيقة أحلامها تجدها من ذلك النوع الذي ليس له عمل سوى اللعب بعواطف الفتيات المراهقات متسترين وراء شيء اسمه الحب؟ أفيدونا رعاكم الله.
أولاً: يجب على الأب وولي المرأة أن ينظر في مصلحتها في الزواج، وأن يختار لها الكفء الذي تبرأ به الذمة ويصونها ويكرمها ويحفظها مما لا ينبغي، ويجب على المرأة أن تطيع وليها بالمعروف إذا اختار لها كفئًا صالحًا فتوافقه فيما رأى؛ لأن المصلحة ظاهرة في هذا. وهذا يترتب عليه مصالح في المستقبل، فكل من الولي والمرأة مأمور بأن ينظر في المصلحة الدينية والدنيوية في نفسه، ولمن ولي عليه.
أما ما ورد في السؤال من أن ولي المرأة يختار لها كفئًا يصلح لها، وهي تمتنع وتريد شخصًا آخر لا يصلح، وهو ممن لا يرغب فيهم من الناحية الدينية والخلقية فهذا لا يجوز للمرأة أن تفعله، ولا يجوز للبنت أن تذهب إليه، ولا يجوز للولي أن يمكنها من ذلك؛ لأنه ينظر في مصلحتها وهو مسئول عنها، وهو الرقيب عليها في هذا الشأن وفي غيره، فلا يجوز للولي أن يمكنها من أن تتزوج من شخص لا يليق بها دينًا ولا خلقًا.
وقضية علاقة الحب هذه نشأت عن اختلاط النساء بالرجال، وعن خلع الحجاب، وعن النظر في الصور الفاتنة، وعن سفر الفتاة وحدها بدون محرم، وعن استماع الأغاني وغير ذلك من أسباب الفتنة التي تزخر بها دنيا العالم اليوم.